الجمعة، 30 سبتمبر 2011

الغيمة السوداء


خيمت علينا في الأونة الاخيرة غيمة سوداء ممتلئة بالطاقة السلبية فهاج الناس ولم يعرف شخص صديق من عدو وبدونا مثل مستعمرات النمل نتصارع من اجل الغذاء وإنعدام الأمان كما تنعدم الماء من الواحة
الواحد منا ظل ضائعاً في غيابة الجب ولا يعرف لطريقه سبيل وفقدنا الإحساس بالزمان والمكان كل الأيام صارت مثل بعضها والأماكن مظلمة ومقفرة لا تسمع لها سوى صفير رياح الكآبة .
حتى أن شوارعنا وأزقة مدننا أصبحت ساحة قتال وكثر الهرج والمرج وما كان في الخفاء أصبح يمارس علناً وغاب هدوء الظهيرة الذي كنا نستمتع به بأخد قيلولة وحل محله أجيج الطائرات التي كلما ملّ طيارها أخد يجوب سمائنا كالنحل الذي يسعى وراء الرحيق وعندما يجد بستان أو حقل يعود للخلية ليخبر جماعته عليه .
وهاهو الربيع ينسحب حزيناً من الناس كيف لا وهو الفصل الذي يرفه فيه الناس عن أنفسهم معقباً بعده الصيف الذي يدخل في خجل وتردد ولم يجد أحد يستقبله بالخروج للريف أو الذهاب للبحر .
وأسفاه..... علي بلاد كان يضرب بها المثل في الجمال الأخاذ والشواطئ الساحرة أصبحت أرض للأشباح وأوكار للعصابات 
وأسفاه...... على النسيم العليل الذي عبقت فيه رائحة الموت ودخان الطائرات                                           وأسفاه....على تراب كان يتزين بلونه البني مرتدياً فستانه الأخضر الجميل إكتسى بلون الدم ورماد القنابل

ليست هناك تعليقات: