الخميس، 25 سبتمبر 2014

عند منتصف الليل

24 سبتمبر 2014
الساعة قاربت على منتصف الليل نزل من سيارة الأجرة مسرعاً يركض تحت المطر
يتخطى برك المياه و في كل منها يرى إنعكاسه بشكل
مرةً يخبره أن يعود أدراجه
الاخرى تخبره إن ما يفعله هراء
تجاهل كل هذا وصولاً إلى باب الوصول في المطار
وقف لحظات بنظر إلى الباب هل يدخل
أو بعود أدراجه ..... و في خطوات مترددة دخل المطار
وقف في منتصف قاعة الوصول بعد أن تفحص لوحة الرحلات الواصلة
علّه يجد ضالته بين حروف الرحلات القادمة من مدن العالم
مدن لم يزرها قط
وقف ينتظر بين جموع المستقبلين لأحبائهم
على يمينه رجل عجوز مع عائلته الكبيرة يحمل كاميرا تصوير فيديو يوثق لحظات مليئة بالمشاعر لعائلته
منهم من يحمل باقات الورود و الفرحة تملأ وجوههم و على يساره يقف رجل و زوجته في الاربعينات من عمرهم
و كل ما يخرج مسافر يرى فرحة مستقبليه و الدموع الفرح تتطاير في أرجاء المكان
اغرورقت عيناه و انعصر قلبه من الحزن و الفرح معاً
بدآت جموع الناس في التناقص
و هو مزال ينتظر حتى تجاوزت الساعة الثانية بعد منتصف الليل
حينها أخذ بعضه و غادر
و خرج يمشي متثاقلاً و عيناه غارقتان في الدموع
ظل يعاود الكرِّة
مرة كل شهر و بالتحديد في الرابع و العشرين من كل شهر عند منتصف الليل
في كل مرة يعود لمنزله يفتح بريده و يقرآ رسالتها
" أنتظرني يا عزيزي
سآتي إليك في الرابع و العشرين طائرتي ستحط عند الساعة الرابعة و العشرون "
تم الاستلام
1 سبتمبر 2011
لكنها لم تأتي أبد

الثلاثاء، 22 يناير 2013

ظواهـــــــــــــــر

يوم شتوي بارد يمر  كغيره من الأيام .... ماذا أفعل ؟
لا شئ سوى الجلوس على كرسي خشبي في حديقة المدينة أرتشف السيجارة تلو الأخرى ..في محاولة للكسر الوقت و تجسيد الفراغ .. يوم روتيني ممل نفس الوجوه .. نفس المكان و نفس الزمان من كل يوم .
أجلس بالساعات و أهيم في خيالي أرسم الأوهام .. نعم الأوهام هذا ما تبقى لي .. لا دراسة ولا عمل لا شئ
تارة أتشاجر مع ذباب وجهي و تارة أخرى أتجادل مع قدّاحتي  التي ملّت بدورها من الإشعال  ... و حين  أفرَغُ من هذا وذاك
لا يتبقى لي سوى مراقبة الناس و التذمر من أفعالهم .. فها هي المرأة العجوز تجلس على الأرض متلحفة بعباءتها المهترئة تحاول شحت قوتِ يومها من الناس .
كل يوم تلبس نفس الثياب ..... تجلس في نفس المكان ..حتى إنها تردد نفس العبارات لإستجلاب عطف المارّة ...
و هذا الشاب يبدو إنه ميسور الحال ..كل يوم يأتي  في نهاية اليوم يكلم العجوز فتنهضُ من مكانها  وتقف معه بقرب الشجرة ربما يعطيها مبلغاً كبيرا  .... بعد رحيله تلملم العجوز نفسها وتغادر المكان وهي حزينة ......
لماذا الحُزن ...ألم تحصل على مرادها من التسوَل .... لا تكون حزينة  بهذا القدر عندما تأتي في الصباح  حتى عندما تحاول إستعطاف الناس .. لا تكون بهذا القدر من الحزن
كفى ..... كفى  ..كفاك تربصاً بأحوال الناس ..ما شأنك و شأنها ؟؟ حزينة أم سعيدة ؟؟
على الأقل  هي طاعنة في السن لديها العذر أن تتسول لا تقوى على العمل  ...
أما انت شاب في ريعان شبابك  .. ولا تفعل شئ سوى إستجداء والدتك لتعطيك بعض الدنانير ثمناً لعلبة سجائرك وكل يوم تسمع منها التوبيخ ..
اليوم التالي
نفس المكان ونفس الزمان تناولتُ طعام الإفطار  وخرجت لمضجعي في الحديقة .. نعم  مضجعي لأإنه لا يتجرأ أحد أن يجلس فيه من كثر ما يملاء المكان أعقاب السجائر
نفس المشاهد نفس المارّة .. وهاهي نفس العجوز تبدأ يومها في دوامها في مهنة التسوّل .. السيجارة تلو الأخرى تنطفئ واحدة فتشعل أختها .. تراكمت سحابة رمادية فوق رأسي من الدّخان ..
أتى الشاب نفسه للعجوز في نهاية دوامها .. و كالعادة يقفان تحت الشجرة ثم يتركها و يذهب في طريق و هي  تَنفضُ الغبار من عليها وتذهب في طريقها يغمرها الحزن
الشاب لا يبدو بهذا الثراء ليتصدَق كل يوم على هذه العجوز ..ثم لو إنه كذلك لماذا لا يقنعها بالعدول عن التسوّل ويعطيها المعلوم كل يوم .. و بعد كل هذا لماذا تبدأ عليها علامات الحزن كلما يتركها هذا الشاب
لا بد أن أعرف سأذهب و أحدث العجوز لأعرف ما السّر وراء كل هذا ؟
أنا : السلام عليكم
العجوز : وعليك السلام يا ولدي
أنا: كيف حالك يا حاجّة ؟
العجوز : الحمد لله
أنا : أريد أن أسألكِ شيئاً لو سمحتِ
العجوز : ماذا تريد ؟
أنا : كل يوم يأتيك هذا الشاب ليعطيك مبلغاً من المال و يذهب في حال سبيله .. إذا لماذا تتسولين ؟؟
لماذا لا تبقيِ في المنزل  ..  و يأتيك به في المنزل ..أليس أفضل من تجلسي  في البرد  و تتكبدي عناء الرفض من الناس ...  ناهيك عن الذُل و المهانة  جراء فعل ذلك
ضحكت العجوز ثم إنقلب وجهها و إعترت ملامح الحزن عليه ... ثم تنهدت وقالت :
يا ولدي قصتي لو إستمع إليها الحجر لأبكته . .. ذاك الشاب الذي يأتيني كل يوم هو ولدي . يبلغ من العمر 21 عاماً لا يدرس و لا يشتغل و لا يفعل شيئاً  ينام حتى العصر ثم يأتيني هنا ليأخذ مني ما جنيته من التسوًل ليخرج مع أصدقائه ولا يعود حتى أخر الليل ... ويترك لي دراهم حتى أشترى رغيف خبز لأخواته ..فكما ترى أن زوجي متوفي و لدي ولد و أربعة بنات .. و كلهن صغيرات في السن .. و خفتُ من أن أرسلهن للعمل أن يحدث لهن مكروه .. فأخرج أتسول كل يوم لأحضر لهن ما يأكلون
وقفتُ متسمراً في مكاني  و الذهول يغطي تعابير وجهي ... و كانت قصة العجوز كالصاعقة تضرب دماغي وتوقظني من عالم الأوهام ... هي عجوز و أنظر ماذا فعلت لبناتها ؟؟
و أندب حالي الذي ليس أفضل حالاً من ولدها المستهتر ..الذي رمى عبء المسؤلية على كاهلها الضعيف ..فلم تجد باب رزق سوى التسوّل
العجوز . يا ولدي لا تحكم على ما تراه عيناك فليس كله يظهر معنى الحقيقة .. و أحمَد الله على نعمة الصحة  و حاول أن لا تفعل بوالدتك مثل ما يفعل ولدي بي

الخميس، 24 مايو 2012

دخـان القلوب 2


كانت غارقة في بحر دموعها  ومحطمة كلياً من جراء ما فعلته له ... تفرغ جام غضبها من نفسها في الأكل ...أغلقت باب حياتها عن الأخرين و خف بريق عينيها وخمدت نيران نشاطها مخلفة أدخنة الندم من داخل قلبها ..كيف لا فقد خسرت ثقته .. لبست قبعة الخجل كي تهرب من نظرات العطف والإزدراء ..... إرتدت ثوب العذاب بعد ذلك اليوم الذي رأها فيه تبتسم لغيره ... سكنت زاوية غرفتها الأكثر ظلمة .... أقفلت باب البسمة أما صديقاتها .... تخلى عنها فرح المقربين منها .... هربت من هذا العالم لتركض إلى عالم الأحلام علًه يعيد ما كان بينهما .... إختبئت في خزانة الحزن حتى لا يشتم أحد رائحة دخان الغدر من قلبها .... لازالت تذكر تلك الدمعة الماسية التي هربت من عينيه الغاضبتين
يومها إرتجف قلبها ليس خوفا ولكن ندامة وحسرة على ما فعلته ...حاولت جاهدة  إسترجاع الصور المرسومة في أعماق ذاكرتها عن لحظة أنس وسعادة زينت لقائهما ولكن لا جدوى فقد سبقتها صورة سوداء كسواد ذلك اليوم الذي أعاد لها كل هداياها .... فجأة ومن العدم تسمع همساً في أذنيها ..يا فتاة  لم يفت الآوان بعد لن يفيدك البكاء و الندم في شئ ولن يعيد التحسر شيئا مما مضى ... قفي لنفسك فكما وجدتي الحب مرة ستجدينه  مرة أخرى .... ليس الحب ملاماً هنا و إنما هي قلوب الناس التي إحتوته  ..أخرجي من قوقعة وحدتك فهذا العالم دائما ما يعطي فرصة ثانية .أزيلي تلك الصور السوداء من ألبوم ذاكرتك ... فعدسة قلبك لها أن تلتقط ما هو اجمل من ذلك 

السبت، 10 مارس 2012

هديــــــــــــــــة

حروف أكتبها من ذهب خالص و أنقشها على ورق بردي فاخر لكي أنتي أكتبها وأني على يقين أنني لن أنصفك بالمرة
حتى ولو أجمعت كل حروف العرب والعجم ..روايات قرأتها أبحث فيها عن كاتب تغزل في طباعك وتفنن في وصف حنانك
قرأت كل دواوين الحب فلم يروي عطشي أي بيت شعر ولا حتى قليل من عطاءك
زرتُ كل المعارض وفتشت في جميع اللوحات علّني أجد صورة  تنافس إبتسامتك في الصباح
لم أجد من تقارب ولو قليل من إكتشاف سحرها
فتحت كتب الدين فوجدت الله  يضع تحتك الجنان تجري فيها الأنهار
أمــــــــــــــــــــــــــــي
وددت لو أهديتك الدنيا .... ولكن وجدتك أنتي دنياي
تمنيت لو اعطيك حياتي .... فتذكرتُ إنك من أعطاني الحياة
حاولت أن أهديك نور الشمس .... فرأيت إنك الشمس الذي تنير ظلماتي
فكرت في إنتظار العيد لأهديكي كلماتي ... لكن أليس كل الأيام عيد بالنسبة لي فأنتي تزينينها كل صباح ومساء بدعواتك

السبت، 25 فبراير 2012

نزوح الكلمات

السلام عليكم
مرحبا لكل عشاق الحرف والكلمة
......
كثيرة هي المعاني التي نحاول أن نُسعفها بأبلغ الكلمات ... نرتسم فيها دقة التعبير و روعة التفاصيل ... وفي بعض الأحيان قد تتجمد أصابعنا من هروب تلك الكلمات من عبير أقلامنا ....
تدور وتدور تلك الأفكار والمعاني باحثة عن مخرج يُنصفها في الوصف ... لكننا نُفاجأ ببريد مستعجل يصلنا من مكتبة عقولنا عن نزوح الكلمات من أرفف المكتبة
كم هي المرات التي مسكتَ فيها قلمك محاولا إخراج وصف لموقف معين أو تُحاول أن تُطلق العِنان لقلبك فتسمّر القلم عاجزا عن الوصف
و عبثاً تُحاول أن يُسعفك حبل أفكارك .... فتنصدم بتقطع اوتار الحروف من ذاك الحبل
...................
كيف لنا أن نعيد وصل ذاك الحبل ؟؟
كيف نملأُ تلك المكتبة بمفردات نستعجلها فتلبينا على الفور ؟
..........
القــــــــــــــــــــــراءة
إقرأ ...إقرأ ...إقرأ
........
إقرأ أي شئ يُصادفك حتى ولو كان طريقة إستعمال معجون الأسنان .. تنوّع في تذوق الكلمات ... وسّع دائرة مداركك ... اخرج من نمط التخصص...
لكَ حُرية الإختيار
.......
إقرأ و أخبرنا عن أخر كتاب تصفحته ؟