السبت، 28 يناير 2012

شبح الإرتباط


استنشقت رائحة الغدر من سحابة سيجارته .... وبقيت صامتة تبتلع ريق القهر ... وتنظر للفراغ راسمة طريق الخلاص  .. محاولة بيأس البحث في ميدالية مفاتيحه  عن مفتاح القفص الذي حبس قلبها فيه .... بحثت لكن دون جدوى لأن المفتاح لم يكن في ميداليته بل هو في قلبه وبحراسة لسانه المعسول بكلام الحب والغزل والوعود السريالية بالإرتباط والعيش معاً في سعادة وهناء للأبد
ظلت تنظر أمامها ولم تشأ ان تنظر في عينيه حتى لا تقع في نفس الفخ ثانيةً .. وفي داخلها صوتٌان أحدهما يُشجعها على فعل شئ تجعله يرتبط بيها شاء ذلك أم لم يشأ ... والاخر يقول لها : دعكِ منه وإلتفتي لحياتك وسوف ياتي نصيبك وربما يكون شخص أحسن منه يحترمك ويقدّر هذا القلب المرهف ولا يتلاعب عليه
ظلت حائرة بين شهوة المعصية ولذة العِفة .... تسبح في محيط أفكارها تخبطها أمواج النشوة وتضربها رياح الصبر
وفي وقت كانت فيه شاردة البال حتى تحسست بشئ دافئ  يقترب منها فألتفت وإذا به يحاول لمس شرفها وخدش حيائها بيديه
أفكار و أوهام  و خليط من الخوف والهلع أفقداها تركيزها و إشتعلت حرب الأصوات في أعماقها بين مُرحب ومستنكر حتى أنطلاق جرس قوي  لم تعرف مصدره حتى خُيل إليها إن أحد قد رأها أو سيارة شرطة قد وقفت عليهم ....
فتحت باب السيارة هاربة من أوهام الوحش  و منطلقة لفضاء الخلاص .... إنطفأ صوت الجرس .. توقفت تلتقط أنفاسها فجأة تسمع صوت يقول لها : أحسنتِ ... الآن فقط تخلصتِ من وكر الخفاش الذي كان سيمتص شرفك وعفتك
بحثت طويلاً ولم تعرف مصدر الصوت وظلت تدور حول نفسها حتى  سقطت على الأرض تنظر للسماء .... حينها فقط أدركت إن ذلك الجرس هو جرس الإيمان قد إستفاق من أعماق قلبها موقظاً ضميرها ليهنئها على هذا القرار

ليست هناك تعليقات: