الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

معاناة طالب

منذ كنت طفلا والكل ينادني يا دكتور يا دكتور حتي إن البعض قد إختار لي تخصص وهو طب العيون ومنذ ذلك الحين وانا حلمي وطموحي أن أصبح دكتور عيون ومرت الأيام ودارت السنين حتي وصلت لمرحلة التعليم الإعدادي ومزال لدي الرغبة في دخول عالم الطب وبالأخص مجال العيون.... وجاءت السنة الثالثة من هذه المرحلة وثابرت في الدراسة حتي مثلما لم أدرس من قبل مع العلم أنني وبكل فخر لا تفاخر ولاتباهى كنت انجح من الأوائل لا اقول الترتيب الاول ولكن ترتيبي لا ينزل عن الخامس في أسوأ الظروف...وها قد بدأ إعلان النتيجة في الجهاز المسموع وبدأ المذيع يسرد أسماء الناجحين ونسب نجاحهم منهم من نجح بتقدير ممتاز والاخر بتقدير جيد والكثير منهم بتقدير عام جيد جدا وقليلين الحظ من تحصل علي مقبول.
التوتر يقتل هدوئي والقلق يوشك أن يسيطر علي آمالي ومرت الساعات حتي الساعة 4 فجرا حين إستيقظت علي صوت أمي التي لم يغمض لها جفن ولم تذق طعم النوم في ذاك اليوم ...أيقظتني لتخبرني ان المذيع وصل في تسمية الناجحين في مدرستي ومع أن إسمي يبدأ باول الحروف الابجدية إلا انه لم يرد ذكره ضمن أسماء الناجحين الذين يحملون نفس الحرف ليزيد التوتر سيطرة علي أفكاري وبدء التفكير السلبي بتسلل  إلي دماغي  وبعد ان ذكر ثلاثة أسماء من الحرف الثاني نطق بإسمي (( بتقدير عام جيد جدا مرتفع وبنسبة 79.9%))لم تتمالك امي نفسها فطلقت الزغروتة بكل ماتحمل من قوة ليستفيق كل اهل البيت وتبشرهم بالخبر.
إرتاح تفكيري وأطمئن قلبي كيف لا وقد دنوت  خطوة من تحقيق حلمي وبعد ان إستلمت ملفي وشهادتي الإعدادية كان توجهي إلي إحدى الثانويات التخصصية في مجال علوم الحياة لأكمل بذلك مسيرتي نحو حلم الطفولة وإذا بي أصعق بخبر لم يكن في الحسبان
وهو إن هذا التخصص يحتاج لتقدير عام ممتاز وبنسبة 80% ومع محاولاتي الجاهدة في أقناع كذا مدير لمدرسة بأنه لم يتبقي لي سوي درجة وأقل من درجة إلا أن كل محاولاتي باءت بالفشل والإحباط
وفقدت الأمل في الدخول إلي هذا المجال بل وفقدت الرغبة في الدراسة .....وإقتربت العطلة الصيفية علي الإنتهاء وأبواب التسجيل في الثانويات قاربت علي الإقفال وإذا بامي تجلس بقربي لتقنعني بدخول إلي المجال الذي يلي الطب في التنسيب ولكنه يحمل مكانة  نفسها معه لدي الكثيرين وبالأخص من الأهالي وهو الهندسة.
وبعد محاولات منها ومن أفراد الأسرة إقتنعت ان أسجل في إحدى ثانويات الهندسة ومرت الأربع سنوات في مجال الهندسة النفطية رغم عدم رضاي علي دراستها ولم تكن رغبتي إلا إنني نجحت في الشهادة بنسبة 74.4% بتقدير عام جيد
وعندما ذهبت إلي الجامعة لألتحق بكلية الهندسة أفاجأ بوجود إعلان ينص علي أن الطالب يجب ان يكون قد تحصل علي تقدير عام جيد جدا وبنسبة 75% ليدخل إلي كلية الهندسة ...!!
وقد مر الفصل الخريفي دون ان اسجل في اي كلية ....وفي أحد الأيام رن هاتفي وإذا بخالي من الطرف الأخر للسماعة يقول لي إذهب لجامعة ناصر لديك محاضرة اليوم ....وبعد إستغراب وإندهاش فهمت منه إن امي أعطته ملفي وقالت له سجله في كلية الإقتصاد والعلوم السياسية
وها انا اليوم ما زلت ادرس في كلية الإقتصاد قسم التجارة الإلكترونية في الفصل السادس
لكن بعد ماذا بعد تغيير مسار طموحاتي لعدة منحنيات لم تكن بالحسبان ....وكل ذلك بسبب من في رأيك ؟؟
هل هو بسبب القرارات المفاجئة التي تقره اللجنة الشعبية العامة للتعليم العالي كل سنة ؟؟ ام إنه بسبب المصححين لإمتحانات الشهادة الإعدادية والثانوية؟
ما ذنب الطالب في إنه بقي له أقل من درجة  ليدخل المجال الذي يريد ؟
لماذا لم تترك الحرية له في إختيار المجال الذي يريد ؟
ولك مني جزيل الشكر والتقدير.....
الكاتب علي الرمل
أسامة قويعة

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

السلام عليكم

استميحك عذراً أن تكون أول مشاركة في مدونتك هي لتدوينة تصنف شخصية.
بدأت القراءة بالأجدد فالأجدد, وكل مرة أريد أن أقول شيئاً, فاتمهل وأقول لنقرأ الذي يليه, وعادة مايحدث ذلك في المدونات الجديدة التى أمر عليها وينتهي بي الأمر مغادة بصمت ليس لكون المدونة لاتستحق حاشى وكلا ولكن لاحساس بأن تعليقي لايضيف الكثير.
تدوينتك هذه استوقفتني وجعلتني اكتب ربما لقربها لك كونها تعكس مسار حياتك, وربما لأني أرى أني اضيف شيئاً هاهنا بكلماتي هذه.
أخي ماكتبته هنا يعكس شيئاً خطيراً ... لاأريد أن ارعبك ولكن اعد قراءة ماكتبت وانتبه لكلماتك ... كلماتك تقول أنه لم يكن لديك خيارات ... منذ الطفولة وأنت تريد مايريده الآخرون لك ... لن أراجع معك بالتحديد كل كلمة ولكن اعد قراءتها كما لو أنها كتبها أحدهم ولست أنت , استخدم هذه الطريقة مع نفسي مذ أن عرفت يدي أن مسك القلم وتخط على الورق مايعتري بداخلها ... ادراكك لهذه الحقيقة قد يكون مرعباً لك كونك كنت دائماً تريد مايريدون , هم من اختاروا لك ... ولكن في الواقع ذلك ليس جداً مرعب لأنه إلى اليوم لم يتحقق مايريدون وذلك لانحراف المسارات ... الوقت لم يتأخر ولن يتأخر ... طالما هناك نفس يخرج وآخر يدخل لم يتأخر الوقت ... لاأرى أنه من الضروري تغيير أي مسارات حالياً بعد أن قطعت هذا المشوار فيما تدرس ... لكن لتجلس جلسة مصالحة مع نفسك وأظن أنك بدأت في هذه الجلسات , هذا ماعكسته لي كناباتك الأخرى لتجلس وترى ماتحب وماتفضل وليس بالضرورة أن تعود فصول الدراسة لتحققه, فما يحبه الشخص ويريده سيتحقق عندما تقوى عزيمته له في أي زمن كان , الدراسة التقليدية وسيلة من الوسائل لكنها ليست الوحيدة.

عذراً للاطالة , وامنحك الحرية مقدماً بازالة هذا التعليق إن لم ترى مناسباً أن ينشر, مايهمني فقط ايصال رسالة عبره أثق أنك ستتقبلها بكل صدر رحب.

جميل ماتكتب ولو لم يكن جميلاً لما وصلت إلى هذه التدوينة ابتداءاً من الأجدد.

استمر...

في أمان الله