السبت، 27 نوفمبر 2010

الإقتـــــــــــــــــــــــداء



منذ صغره وهو يحب تقليد الغرب فتعلم لغتهم ولبس ملابسهم حتى أنه  غير أسلوب حياته بما يتناسب وطريقة  عيشهم تعلَم منهم أسلوب الحوار لا إصدار الأوامر وتعلّم منهم الرأفة بالحيوان وإعطاءه حقوقه لا تقل أهمية  عن حقوق الإنسان وتعلّم أيضا حُبَ الجار ومساعدته عند الحاجة مع الحفاظ على عدم تجاوز الخط الأحمر بما يتعلق بخصوصياته كما تعلّم الترحيب بالجار الجديد والابتسام دائماً أمام الناس مهما كانت حالته النفسية وإلقاء التحية  وقد تعلّم أيضا المحافظة علي المواعيد والعيش في نظام زمني محدد . كما أخد منهم المحافظة على البيئة والحفاظ على نظافة بلاده ولا ننسى
حُسن معاملة الضيف وعدم التحدث عن المشاكل العائلية أمامه.
ولا ننسى أنه تعلم المحافظة علي ترتيب المنزل وعلى الاهتمام بمظهره على أكمل وجه
ومن جهة أخري نجد أن هناك شخص من الغرب يُحبُ العادات والتقاليد الشرقية لقد إطّلع عن دينهم وحياتهم وقرأ أيضاً عن الإنجازات  التي أحدثها الشرقيون في شتىَ أنواع العلوم وكيف إن لهم الفضل في العديد من الاكتشافات , وقد تعلم منهم كرم الضيافة  وتعلّم منهم أيضاً البساطة في تعاملهم مع الناس وتعلّم عنهم الصراحة  وحفظ الأمانة وقد إطّلع على الحضارة والتاريخ  والفتوحات والإنتصارات التي أنجزوها وقد عَرَفَ جميع اللهجات الشرقية وإن اختلفت قليلاً قد عَلم أنها لغة موحدة وتعلَم أيضاً أنهم متشبثين بدينهم بكل ما أتوا من قوة  كما تعلّم أنهم يحبون مساعدة الغير حتى وإن لم يعرض عليهم المساعدة
لكن مع هذا الحب وتعلَم ثقافة العالم الأخر لم تتسنى لَهُ الفرصة لزيارته وكانت تنقصهُ النظرة الملموسة لهذا المجتمع المختلف لكي يرى تاريخهُ وحاضرهُ وكيف يحضر لمستقبله
وبعد طول السنين قرر أن يسافر إلى تلك البلاد التي لطالما قرأ عنها وتعلَم حضاراتها وتاريخها,واستقل الطائرة التي كانت متجهةً إلي مطار  أحد البلدان ليستقل طائرته الثانية المتجهة إلى البلد المقصود
وفي صالة الانتظار جلس بالقرب من شخص عندما رآه حسب أنه من نفس بلاده فقرر أن يتحدث إليه قليلاً ليكسر الملل فهي ثلاث ساعات من الجلوس في مكان واحد لم يجد شئ يسليه
وعندما تحدث معه شعر بشئ غريب هو أن هذا الشخص  قد يبدو انه من نفس بلاده  لكن تختلف اللكنة  حتى أنه لم يشعر بأنه من نفس دمه .
وبعد حديث التعارف قام كل واحد منهم بالتحدث عن بلاده وكيف أن يعاني الأمرين من السلبيات التي يتسم  بها أهل بلده وتحدث الشرقي فقال : إن أهل بلدي ليس لديهم  غيرية علي وطنهم وأنه سهل خداعهم  وإن أتفه شخص يحمل قوة  يستطيع إسكاتهم  وكيف أنهم قد  رضوا بأن يُستعمروا  من قبل دول تحمل قوة أكثر منهم حتى أن دولة من نفس ديانتهم قد استعمرتهم  واستخدمت أسلوب القمع والظلم .... والعصور المظلمة التي حلت عليهم وكيف إن الدول الأخرى تقدمت عليهم وبفضل الأساسات العلمية التي تم اكتشافها من قبل علماء شرقيين.
أما الغربي فقال الحال الذي في بلادي ليس بأحسن منكم فلا تعرف لهم دين معين فكل يوم يخترع دين ويتبعه مجموعة من الأجساد الفارغة ولديهم أيضا حب السيطرة والاستعمار كما إنهم لا يحبون مخالطة الغرباء ويستحقرون من هم أقل مرتبة مادياً كانت أم اجتماعيا ويغزون البلدان الأخرى تحت اسم الديمقراطية  وبناء السلام ...ولا يحاربون أي بلد يحسون أنه يهدد سيطرتهم .
وبعد انتهاء كل منهم من سرد معاناته في بلاده حلَ عليهم صمت الشفاه وبدأ كلام العقول فبدأ يفكر في الكلام الذي سمعه والأشياء التي يعرفها هو وبدأ بمقارنتها وبدأت لهفة السفر تخبوا في أذهانهم وما إن حان موعد الافتراق وانطلاق الإنذار الأخير لإقلاع طائرته ......
فركب كل منهم الطائرة  متجهاً إلي المكان الذي قرر أن يقصده بعد التفكير والتمعن في الأحداث الأخيرة, ووصلت الطائرة إلي مكانها وعندما خرج قال : مهما تغيرت أفكاري ومهما ابتعدتُ عن داري سيقل مقداري بعيد عن تراب بلادي

ليست هناك تعليقات: