14-12-1988 إنه اليوم الذي ولدتُ فيه وها نحن اليوم في نفس التاريخ من اليوم والشهر لكن بعد مرور 23 سنة من العمر ....سأقيمُ حفل وأدعو إليه جميع الأصحاب وأقبل الهدايا والتهاني .... وسيتخلل الحفل موسيقى صاخبة أعتقد أن الحفل سيكون في ((الإستراحة )) في عين زارة ..... وربما بعض النبيذ و بعض الفتيات ستحلي الحفل ....إنه مخطط كبير ورائع ستكون حفلة لم يسبق لها مثيل ..
وما الذي ستحتفل من أجله ؟!.... هل استنفاد 23 سنة من عمرك في اللهو واللعب دون تحقيق أي هدف يذكر؟! أم أنه ضياع كل هذه السنين في عدم طاعة الله؟!.... دعني أسألك سؤال خلال عمرك الذي ضاع والذي تريد أن تحتفل بيه كم مرة توجهت للقِبلة قاصداً الصلاة دون أي توبيخ من والدك ودون إحراج منك لمشاهدة الأخرين يصلون فتبعتهم؟! لو أننا لن نحتسب السبع السنين الأولى من عمرك ...ولن نحتسب الثلاث السنين التي تليها بحكم أنك في مرحلة تعلم الصلاة ولنحسبها منذ كنتَ في العاشرة من عمرك يعني ثلاث عشر سنة كنت يجب أن تقضيها في طاعة الله... ستقول لي سن مراهقة والأمور السخيفة التي يتحجج بها الصبيان هذه الأيام ...لكن هذه الحجج لا تنفع .
لا أزال في أول شبابي والطريق لا يزال طويل لأقضيه في العبادة ومزال مبكراً عليّ لأحدد أهدافي ولأبدأ في تحقيقها دعني وشأني لأعيش حياتي بحرية ...ألا ترى العالم كيف يعيش حياته ا بكل حرية ... لا زلت في بداية العقد الثاني من عمري في هذا العمر عند بعض الدول الأخرى يكون الشاب في أوج حريته الشخصية حتى إنه يمتلك مسكناً خاصاً بيه، كفاني مواعظ ومحاضرات ...من يسمعك يقول أنك لا تعيش في نفس الجسد الذي أسكن فيه ...وأن مصلحتنا واحدة وهي التمتع بالعيش الرغيد
لا تقل لي أننا نسكن جسد واحداً فأنت الكيان المادي وأنا الروح وصوت الضمير الذي تلتجئ إليه عندما تقفل في وجهك كل الدروب
و لمَ لا تبدأ في وضع أولوياتك وضبط تصرفاتك وتحديد خط سير حياتك بما يُرضي الله – سبحانه وتعالى – والتصرف كرجل عاقل وتحرر عقلك من الأمور التافهة لتتوضح لك رؤية المسؤوليات المترتبة عليك وتلتفت لأشياء أهم من الذي كنت تتحدث بخصوصه ،
ولكن أحدنا يكمل الأخر ويجب أن نفعل ما يبعث السعادة لهذا الإنسان ، وسعادته تكمن في ملذات الحياة و والتمتع بكل لحظة من حياته
بهذه الطريقة لا نكمِّلُ بعضنا بل أنك تفرض عليا الماديات وهي إحدى صفاتك، إذاً أنت تتطغي علي بمقترحاتك ومن ناحية أخرى فإن سعادة هذا الكائن تكمن في تقريه من الروحانيات ومن التعبد لربه والتأمل في ملكوت الله لتتغدي الروح وتسمو وترتقي إلي أعلى درجات الإيمان، أما تمتيع الجسد بالشهوات والملذات يعنى أن تدخل في المحرمات وتتخطى الحدود التي وضعها الله عز وجل لك ومصيرها هو لهب وعذاب في أسفل القاع في جهنم وبؤس المصير........
وبعد صراع طويل ....رسي الرأي علي مضمون هذا البيت الشعري
عِشْ لِدُنيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدا.....عِشْ لِأَخِرَتِكْ كَأَنّكَ تَمُوتُ غَدَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق