السبت، 29 يناير 2011

في الحافلة


حدث الأمر في الحافلة عندما كان جالس أهلكه تعب يوم طويل فجلس في صمت يراقب من حوله في هدوء ..... لكن هذا كان هدوءه الداخلي لأن الحافلة كانت تهتز رقصاً من شدة صوت الأغاني ..
فجأة  وقعت عيناه علي المرآة الجانبية للحافلة فسرح في تعابير وجهه فظل  يتباهى أمام نفسه كأنه يقف أمام شخص أخر يعرض عليه الجمال  الأخاذ الذي صوره فيه الله ....عز وجل .... وبدأ في انتقاد بعض الأشياء في ملامحه...فظل يقول لو أن عيوني كانت باللون الأزرق وشعري اصفر لو أن  أنفي كان اصغر بقليل... و في خضم العملية التجميلية التي أجراها في مخيلته وإذا بالحافلة تقف ليركب شخصان أب وأبنه ...كان الأب مشوه الوجه تعابيره غريبة ربما يكون حرق يقول في نفسه وإذا به ينده على ابنه ليستعجل الصعود وإذا بالابن مثل أبيه بل وأسوأ حالاً منه(لا حول ولا قوة إلا بالله )
ولا تظنن إنهم يبالون إن كان الناس ينظر إليهم باستعطاف أو باستحقار او بداعي من الشفقة..بل  تجدهم يسيرون كبقية الناس في الشوارع والأسواق...ويأتيك شخص انعم الله عليه بخلقة حسنة والوجه البشوش يستشعر إذا ما علق أحد علي لبسته أو مشيته ويحز في نفسه إذا  لم يلبس أخر الصيحات و(الطرحات)
فنظر في المرآة ثانية لكن هذه المرة ظل يحمد ربه مراراً وتكراراً إن ما أعطاه إياه الله عز وجل ..

ليست هناك تعليقات: