الساعة الثامنة صباحاً ومصلحة الأحوال الشخصية ممتلئة ، جاء ليقف في أخر الطابور وهو الذي أعتقد أنه قادم أبكر من المعتاد ليقف في أول الطابور تعجب لحملقة الناس به واستعجابهم ..فظل يسأل ما لهؤلاء ينظرون إليّ....
وفي زاوية المبنى كان هناك اثنان جالسان ينظران إليه فيقول أحدهم ماذا يفعل الأجنبي في طابور المواطنين المحليين أليس من المفترض أن يذهب إلي قسم( الهجرة وشؤون الأجانب ) ولا ننسى طابور النساء فله النصيب الأكبر في التعليق على المواقف ..كلهن ينظرن إليه باستغراب ...ماهذا الذي يلبسه ؟ (تقول إحداهن) ..وتعقب الأخرى : أنظري لتسريحة شعره ... وتقول الأخرى : أنه يضع خرصاً في أذنه ؟
ومع تقدم الطابور ببطء شديد لانشغال الموظفين في التصبيح على بعضهم وانتظار القهوة الصباحية هذا إذا لم تكن المنظومة تعمل ويتركون طوابير الحشود تصل للخارج في بداية الدوام
ظل هذا الشاب يسمع التعليقات من كل الذين حوله وقد سئم مما يقال فوضع السماعات في أذنيه ووضع مستوى الصوت إلى أعلاه فألتفت كل من في الصالة يبحثون عن صوت الموسيقى الصاخب ومن يشغله ... حتى ظن بعضهم أنها سيارة عابرة في الطريق ..ليجدوه هو يسمع لأغاني ((الروك أند رول )) أو كما يسمونها
وبعد ساعتين من الوقوف وصل الشاب للشباك استلام وتسليم النماذج ليقدم نموذجه ..فإذا بالموظف ينظر إليه باستغراب وظل يحملق فيه ولا يعرف ماذا يقول له لقلة خبرته في اللغة الأجنبية ..حتى نطق الشاب : خيرك يا خونا شن فيه؟
رد عليه الموظف بعد استرجاع تفكيره من التشتت : هل أنت مواطن محلي ؟
قال له : نعم ... ولما تسأل ؟
رد الموظف : لا شئ ...
وظل الموظف يكمل الإجراءات ويقول في نفسه هل يعقل أن يكون هذا الشخص شخص عربي ومسلم وما الذي يلبسه ويضعه على عنقه وفي أذنيه ..هل يعرف أنه محرم في ديننا الإسلامي وما تلك الرسوم التي على قميصه هل يعلم من أين مصدرها وما تعنيه تلك الحروف اللاتينية المرسومة عليها ..وظل يكمل الإجراءات حتى وصل إلي القسم الذي تُكتب فيه الديانة ...وتوقف لبرهة وقال في نفسه يعني لو كتبت له مسلم ما الذي سُغَيِرُ فيه ستبقى مجرد كلمة على بطاقة يعني مسلم بالبطاقة ...لا أكثر ولا أقل
هناك تعليقان (2):
يسعدني التعرف على مدونتك لاول مرة وذلك من خلال مسابقة ارابيسك ..
بالنسبة للموضوع ، فعلا في عصرنا الحالي الكثير من الشباب عندما نراهم نعتقد بأنهم اجانب من طريقة تقليدهم الاعمى لكل ما هو غربي .. ربنا يصلح حالهم يارب .
تقبل مروري وتحيتي.
الشرف ليا ... ومشكورة عل المرور الرائع
إرسال تعليق